هجوم ترامب يُرعب وول ستريت

محللون أمريكيون يتحدثون عن موجة “رقابة ذاتية” تهز الاقتصاد الأمريكي

تعيش وول ستريت حالة من التوتر والترقب، بعد أن صعّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من هجماته العلنية ضد عدد من المؤسسات المالية الكبرى، وهو ما تسبب في حالة من “الرقابة الذاتية” داخل الأسواق الأمريكية، بحسب ما كشفه تقرير حديث لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

وأشار التقرير إلى أن محللين واقتصاديين في الاقتصاد الأمريكي بدؤوا يتجنبون استخدام تعبيرات نقدية أو حادة عند الحديث عن سياسات ترامب الاقتصادية أو تصريحاته تجاه البنوك الأمريكية، في محاولة لتفادي ردود فعل حادة قد تؤثر على أعمالهم أو علاقاتهم مع المستثمرين.

وبحسب مصادر الصحيفة، فإن بعض المؤسسات المالية الكبرى في الولايات المتحدة أصدرت تعليمات غير رسمية لموظفيها بتخفيف حدة اللغة المستخدمة في التقارير الاقتصادية أو المذكرات الداخلية، وتجنب انتقاد شخصيات سياسية مؤثرة، في ظل المناخ الانتخابي الساخن الذي يسبق الانتخابات الأمريكية 2024.

ويشير عدد من الخبراء إلى أن هذه الظاهرة تمثل سابقة في تاريخ الأسواق المالية الأمريكية، حيث تؤثر السياسة بشكل مباشر على حرية التعبير الاقتصادي، وتحد من قدرة المستثمرين والمحللين على التعبير عن رؤاهم بوضوح.

وأوضح التقرير أن بعض الشخصيات البارزة مثل الملياردير راي داليو والرئيس التنفيذي لـ”جي بي مورغان” جيمي دايمون ما زالوا يحتفظون بقدرتهم على التعبير الصريح عن آرائهم، بينما يتجه معظم المحللين إلى استخدام لغة أكثر تحفظًا لتجنب الصدام.

وأضافت الصحيفة أن هذا المناخ قد ينعكس سلبًا على ثقة الأسواق، خاصة في ظل تزايد المخاوف من عودة ترامب إلى المشهد السياسي بقوة، مما قد يؤثر على توجهات الاستثمار العالمي وقرارات وول ستريت في المرحلة المقبلة.

وتحذر فاينانشال تايمز من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤدي إلى تآكل استقلالية المؤسسات الاقتصادية الأمريكية على المدى الطويل، ويخلق مناخًا من الخوف الاقتصادي داخل القطاع المالي الذي لطالما كان رمزًا للحرية والانفتاح في النظام الرأسمالي الأمريكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى