ترامب: الولايات المتحدة في حرب تجارية نشطة مع الصين وسط توترات اقتصادية

أكد الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تخوض حاليًا حربًا تجارية نشطة مع الصين، ما يمثل إحدى أكثر المواجهات الاقتصادية المباشرة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة. وأوضح ترامب تصريحاته بعد أيام من تصاعد التوتر عقب تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية.

وفقًا لـ«بوابة المصرف»، سأل أحد المراسلين ترامب إن كانت الولايات المتحدة تستعد لحرب تجارية، فأجاب: “حسنًا، نحن في حرب الآن”. وأكد أن الرسوم الجمركية هي أداة الدفاع الرئيسية لأمريكا ضد الممارسات التجارية غير العادلة، وهو أول اعتراف رسمي من الإدارة الأمريكية بتجدد العداء التجاري مع الصين.

يدافع ترامب عن الرسوم الجمركية قائلاً إنها تحمي أمريكا من دول مثل الصين التي قد تفيض السوق الأمريكية بسلع رخيصة وتسيطر على صناعات حيوية. وأضاف: “لو لم تكن لدينا رسوم جمركية، لما كان لدينا دفاع”، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تدفع الشركات لإعادة النظر في نقل الإنتاج خارج الولايات المتحدة.

في الأسبوع الماضي، نشر ترامب إعلانًا على مواقع التواصل الاجتماعي بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية، ما أثار مخاوف الأسواق العالمية. وانخفضت أسعار البيتكوين (Bitcoin) بسرعة من حوالي 121,560 دولارًا إلى أقل من 103,000 دولار في ساعات قليلة، مما أبرز حساسية السوق للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ويجادل مؤيدو هذه السياسات بأن الرسوم الجمركية ستجعل الشركات تصنع السلع محليًا وتزيد الاعتماد على الذات، بينما يحذر المعارضون من رفع أسعار السلع اليومية وفقدان المزارعين والمصدرين الأمريكيين إمكانية الوصول إلى الأسواق الصينية.

لم تنهار الأسواق بعد تصريحات ترامب، بل بدأت الأسعار بالاستقرار، مع استقرار العقود الآجلة للأسهم الأمريكية وارتفاع طفيف في أسعار البيتكوين بنحو 0.1% بعد الصدمة الأولية. ويرى الخبراء أن المستثمرين أصبحوا أكثر قدرة على تحمل لهجة ترامب الحادة تجاه الصين، معتبرين أن نهجه استراتيجية لزيادة الضغط قبل محادثات التجارة.

انتقد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الإجراءات الصينية، واصفًا إياها بأنها “مخيبة للآمال”، محذرًا من أن القيود على الصادرات مثل المعادن الأرضية النادرة ستعطل سلاسل التوريد العالمية وتزيد عدم اليقين، وقد تؤدي إلى تقليص نفوذ الصين وإبطاء نموها الاقتصادي. وأكد بيسنت أن واشنطن تساعد حلفاءها على إنشاء مراكز إنتاج جديدة لتقليل الاعتماد على أي دولة بمفردها، مؤكدًا أن هذه مواجهة بين الصين والعالم.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى