انهيار البنوك الأميركية يغذي توقعات صفقات الدمج والاستحواذ

قالت مصادر مصرفية بارزة، إن انهيار البنوك الأميركية وخسائر القروض الأخيرة أطلق موجة تكهنات حول صفقات الدمج والاستحواذ، إذ قد يسعى المشترون الكبار إلى امتصاص المنافسين الأصغر أو الأكثر ضعفًا.
بعد أكثر من عامين على انهيار بنك وادي السيليكون الذي زعزع استقرار القطاع، أدت إفلاسات شركات السيارات والقروض المتعثرة إلى تراجع أسهم البنوك، مما أثار مخاوف من المزيد من التدهور.
ووفقًا لمؤشر KBW للخدمات المصرفية الإقليمية، فقد انخفضت الأسهم أكثر من 6% في يوم واحد قبل أن تشهد تعافيًا طفيفًا، كما انخفضت بنحو 5% منذ بداية العام.
وقال دان هارتمان، محامٍ في شركة ناتر، إن حركة السوق الحالية قد تُسرّع محادثات الدمج والاستحواذ، خاصة مع موقف إدارة ترامب الأكثر ودية تجاه الصفقات. وأضاف: “كلما كبرت البنوك، أصبحت أكثر قدرة على امتصاص خسائر الائتمان الكبيرة”.
وجاءت المخاوف الأخيرة بعد إعلان شركة Zions Bancorporation عن خسائر مرتبطة بالقروض التجارية والصناعية، ورفع شركة Western Alliance دعوى قضائية تتهم فيها شركة Cantor Group بالاحتيال، ما أدى إلى انخفاض الأسهم بشكل عام.
وأكد مسؤولون مصرفيون أن المخاوف بشأن جودة الائتمان تتفاقم لأن المعلومات المتعلقة بتعرض البنوك للقروض تُحفظ عادةً سرًا، ما يجعل المشترين أكثر حذرًا عند التفاوض على الصفقات. ومع ذلك، فقد تساعد البيئة الاقتصادية الإيجابية على اتخاذ قرارات البيع للجهات الراغبة.
تشمل البنوك المحتملة كأهداف صفقات Zions وFlagstar وFirst Horizon وEast West وPopular وWestern Alliance وWebster Financial. وارتفع إجمالي الصفقات المصرفية إلى 51 صفقة في الربع الثالث، وهو أعلى رقم في ثلاثة أشهر خلال أربع سنوات، وفقًا لـS&P Global Intelligence.
قال مايكل دريسكول، مسؤول التصنيف الائتماني في Morningstar: “أداء القروض المصرفية كان أفضل من المتوقع، لكن مشاكل القروض الكبيرة الأخيرة تثير مخاوف من تدهور أوسع نطاقًا”. وأضاف جريج هيرتريش، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة في Nomura، أن عمليات البيع الأخيرة قد تُعيد إحياء محادثات الاتفاقات الاستراتيجية، وتسريع جداول الصفقات.
وفقًا لـ«بوابة المصرف»، يظل السوق في حالة يقظة، مع متابعة دقيقة لمستوى المخاطر وحجم الصفقات التي قد تحدث قريبًا بين البنوك الأميركية.





