«فوربس»: السعودية تدعم إمبراطورية ترامب بأضخم صفقاته التجارية الخارجية

كشفت مجلة «فوربس» الأمريكية في تقرير حديث أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حقق أرباحًا ضخمة من صفقات تجارية مع السعودية، ما يجعلها أكثر دول الخليج دعمًا لإمبراطوريته الاقتصادية.

ووفقًا للتقرير، الذي راجعه فريق تحقيقات الأعمال في «فوربس»، فقد حصل ترامب على مئات الملايين من الدولارات من مشروعات مرتبطة بشركات سعودية، أبرزها شركة دار الأركان العقارية، التي دفعت له أكثر من 27 مليون دولار منذ عام 2021 مقابل اتفاقات تطوير وتسويق لمشروعات فاخرة داخل المملكة وخارجها.

ووفقًا لـ«بوابة المصرف»، تُعد هذه الصفقات جزءًا من موجة التحالفات الاستثمارية بين كيانات أمريكية وسعودية في مجالات العقارات، والتكنولوجيا، والطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي، حيث تشير تقديرات المؤسسات الاستثمارية الخليجية إلى أن حجم هذه المشاريع قد يتجاوز 2 تريليون دولار خلال العقد المقبل.

وتشير بيانات «فوربس» إلى أن ترامب أبرم عقود إدارة وتسويق عقاري مع جهات خليجية، في الوقت الذي يسعى فيه إلى العودة إلى البيت الأبيض خلال انتخابات 2026، مما أثار نقاشًا واسعًا حول تضارب المصالح بين أعماله التجارية وطموحاته السياسية.

ويرى محللون في بنك «جيه بي مورجان» أن هذه الشراكات تمثل جزءًا من التحول الاستراتيجي للثروة الخليجية نحو الأصول الأمريكية والعقارات الفاخرة، خاصة مع تراجع العائدات النفطية واستهداف تنويع مصادر الاستثمار عبر مشاريع سيادية.

وبحسب وثائق «فوربس»، فإن الأرباح التي تلقاها ترامب من الشرق الأوسط تُعد الأعلى مقارنة بأي منطقة أخرى في العالم، لتتجاوز إيراداته من أوروبا وآسيا مجتمعة، ما يجعلها محورًا رئيسيًا في خطته لتعزيز نفوذه المالي العالمي.

ويقول خبراء اقتصاديون إن استمرار هذه الشراكات يعزز من مكانة السعودية كمركز مالي مؤثر في إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية بين واشنطن والعواصم الخليجية، خاصة مع التوسع في مشاريع المدن الذكية والسياحة العقارية.

في المقابل، تُثار مخاوف داخل الدوائر السياسية الأمريكية من أن تُشكل هذه الاستثمارات الخليجية نفوذًا غير مباشر على قرارات ترامب الاقتصادية إذا عاد إلى الحكم، وسط دعوات لتشديد قواعد الإفصاح عن العلاقات التجارية الخارجية للمسؤولين السابقين.

وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، يبقى التساؤل الأبرز: هل ستظل أموال الخليج محركًا خفيًا في مستقبل السياسة الأمريكية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى