أوباما يهاجم ترامب بشدة في جولة انتخابية لدعم الديمقراطيين في فيرجينيا ونيوجيرسي

في عودة لافتة إلى المشهد السياسي الأمريكي، أطلق الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما جولة انتخابية جديدة لدعم المرشحتين الديمقراطيتين أبيغيل سبانبرغر في فيرجينيا وميكي شيريل في نيوجيرسي، حيث وجّه هجومًا حادًا على الرئيس دونالد ترامب، متهمًا إياه بإشاعة الفوضى واستغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مصالحه السياسية.

وقال أوباما أمام آلاف المؤيدين:

“كل يوم يقدم لنا البيت الأبيض دفعة جديدة من الفوضى والتهور والجنون الصريح.”

جاءت تصريحات أوباما في إطار حملة انتخابية ساخنة قبل أيام من اقتراع حاسم سيحدد شكل المنافسة بين الديمقراطيين والجمهوريين في ولايتين محوريتين.

حملة مزدوجة بين فيرجينيا ونيوجيرسي

بدأ أوباما جولته من مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا، حيث شارك في تجمع انتخابي حاشد دعمًا للمرشحة أبيغيل سبانبرغر، ثم انتقل إلى نيوارك بولاية نيوجيرسي ليقف إلى جانب المرشحة ميكي شيريل.

وأكد أوباما في كلمته أن الناخبين في الولايتين يستحقون “قادة يوحّدون الناس بدلًا من تفريقهم”، مشيرًا إلى أن سبانبرغر وشيريل تعملان “من أجل الأسباب الصحيحة”، بينما اتهم منافسيهما الجمهوريين بالسعي وراء المصالح السياسية الضيقة.

هجوم لاذع على ترامب

استغل أوباما المنصتين لتوجيه انتقادات لاذعة وساخرة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، قائلًا إنه “يستخدم وزارة العدل كسلاح لملاحقة خصومه السياسيين”، ومستنكرًا ما وصفه بـ“مشروع قاعة الرقص الفاخر في البيت الأبيض” الذي تبلغ تكلفته 300 مليون دولار.

كما سخر من الفيديوهات التي نشرها ترامب مؤخرًا على منصة Truth Social، والتي تُظهره في مشاهد خيالية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وقال ساخرًا:

“الفيديو الأخير لترامب لا يستحق حتى الاستهجان… إنه فقط يهدف لتشتيت انتباه الناس عن حقيقة أن أوضاعهم لم تتحسن.”

“لا تطلقوا صيحات الاستهجان… صوتوا”

وعندما بدأ الجمهور في إطلاق صيحات الاستهجان ضد ترامب، استخدم أوباما عبارته الشهيرة من حملته الانتخابية السابقة، قائلًا:

“لا تطلقوا صيحات الاستهجان… صوتوا.”

وأضاف بابتسامة: “إنهم لا يسمعون الصيحات، لكنهم يسمعون الأصوات.”

وفي تجمع نيوجيرسي، دعا الأمريكيين إلى تحريك أقاربهم وأصدقائهم للمشاركة في التصويت، قائلاً:

“حتى ابن عمك الذي يجلس على الأريكة… امسكه واذهب للتصويت معًا.”


انتقادات للجمهوريين ودعم للديمقراطيين

وخلال كلمته، وجّه أوباما انتقادات مباشرة لمنافسي المرشحتين الديمقراطيتين، مشيرًا إلى أن نائبة حاكم فيرجينيا وينسوم إيرل-سيرز والمرشح الجمهوري في نيوجيرسي جاك سياتاريلي “لا يعملان لخدمة المواطنين بل لتحقيق مكاسب حزبية”.

وأشاد بجهود سبانبرغر وشيريل، معتبرًا أنهما “تمثلان النموذج الذي تحتاجه أمريكا في هذا التوقيت المليء بالانقسام”.

سباق انتخابي محتدم

تأتي جولة أوباما وسط منافسة شديدة بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تفوق طفيف للديمقراطيين، لكن المراقبين يحذرون من احتمال تقلّص الفارق مع اقتراب يوم الانتخابات.

وتحاول إدارة ترامب السابقة استثمار شعبيته في الأوساط المحافظة، بينما يسعى الديمقراطيون إلى حشد الناخبين المعتدلين والشباب عبر خطاب الوحدة والتماسك الوطني.

رسالة أوباما: الأمل في المشاركة لا الغضب

وفي ختام كلمته، قال أوباما:

“بلادنا تمرّ بمرحلة صعبة، لكن الحل ليس في الغضب أو السخرية، بل في المشاركة والتصويت.”

وأضاف أن “التحديات التي تواجهها أمريكا لا يمكن حلها بالضجيج أو الإلهاء، بل بالإصرار على قيم الديمقراطية الحقيقية.”

عودة أوباما إلى المشهد السياسي بهذا الزخم تعكس قلق الحزب الديمقراطي من اتساع نفوذ ترامب مجددًا بين الناخبين الجمهوريين والمستقلين.
ويُظهر اختياره لفيرجينيا ونيوجيرسي أن الديمقراطيين يركّزون على الولايات المتأرجحة لتأمين نتائج حاسمة في الانتخابات المقبلة.

المشهد الانتخابي الأمريكي يبدو اليوم صراعًا بين رمزَيْن سياسيَيْن — أوباما الذي يجسد خطاب التهدئة والوحدة، وترامب الذي يعتمد على المواجهة والإثارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى