«جلوبال فاينانس»: النمو المصرفي العالمي متذبذب والذكاء الاصطناعي يمنح أملاً في التحول والربحية

يشهد القطاع المصرفي العالمي مرحلة دقيقة تتسم بتباطؤ النمو وتزايد الضغوط الاقتصادية، إلا أن التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي يمنح بصيص أمل لرفع الكفاءة وتحقيق التحول الرقمي العميق في البنوك المركزية والمؤسسات المالية الكبرى.
ووفقًا لتقرير حديث صادر عن مجلة «جلوبال فاينانس»، فإن الأداء الاقتصادي العالمي أظهر حتى الآن مرونةً أفضل من المتوقع في مواجهة هجمة الرسوم الجمركية الأمريكية وسياسات الحماية التجارية.
وأشارت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، إلى أن الاقتصاد العالمي “صمد بوجه عام أمام ضغوط حادة ناجمة عن صدمات متعددة”.
وأوضح التقرير أن الإقراض المصرفي يتركز حاليًا في الشركات الكبرى الأكثر عرضة للاضطرابات التجارية، بينما تواجه الأسواق الناشئة تباطؤًا في نمو الائتمان الاستهلاكي، مع تزايد المنافسة من البنوك الإلكترونية.
ويقول أميت فورا من «كريسيل إنترغال آي كيو» إن البنوك العالمية تبحث عن أساليب جديدة للتعامل مع الضغوط الاقتصادية الكلية، في وقتٍ يرى فيه محللو مورنينج ستار أن المؤسسات الأوروبية لا تملك حتى الآن مصادر نمو واضحة.
أما في الولايات المتحدة، فتبدو الصورة أكثر حيوية؛ إذ ارتفع ائتمان البنوك التجارية بنسبة 5% خلال عام 2024، وفق بيانات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. غير أن جزءًا كبيرًا من هذا النمو جاء من المؤسسات المالية غير المصرفية، وهو ما قد يُشكل تحديًا هيكليًا على المدى الطويل.
وفي المقابل، تواجه الصين تباطؤًا حادًا في نمو الائتمان، مع استمرار البنوك المملوكة للدولة في دعم الشركات المرتبطة سياسيًا، الأمر الذي قلل من الكفاءة وعمّق الاختلالات داخل النظام المالي.
وأشار لوغان رايت من مجموعة روديوم إلى أن النظام المصرفي الصيني “يعاني من عجز هيكلي، رغم انتعاش قطاع التكنولوجيا الذي أعاد جذب اهتمام المستثمرين”.
وفي ظل تباطؤ الإيرادات، اتجهت البنوك حول العالم إلى خفض التكاليف كوسيلة للحفاظ على الربحية، وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي كعامل إنقاذ محتمل. إذ يُتوقع أن تساعد الأنظمة الذكية مثل ChatGPT ومنافسيه في أتمتة مهام تحليل البيانات والمراجعة الائتمانية والتحقق من الهوية، ما يقلل النفقات التشغيلية ويُعزز الكفاءة.
وتوضح ألكسندرا موسافي زاده من شركة «إيفيدنت» أن “عمليات التحقق من الهوية التي كانت تستغرق أشهرًا قد تُنجز في دقائق بفضل الذكاء الاصطناعي”، في حين يؤكد خبراء برايس ووترهاوس كوبرز أن دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية يتطلب “إعادة هندسة شاملة لنماذج الأعمال من البداية إلى النهاية”.
لكن رغم هذه التحديات، تُجمع الرؤى على أن البنوك التي ستُتقن استخدام الذكاء الاصطناعي أولًا ستتفوق على منافسيها، خصوصًا المؤسسات الأمريكية الكبرى التي تمتلك بنية تكنولوجية وموارد تمكنها من جذب العقول من وادي السيليكون، مما يمنحها ميزة تنافسية واضحة.
ووفقا لـ بوابة «المصرف»، فإن المرحلة المقبلة ستُحدد الفارق بين البنوك القادرة على التكيف مع التحول الذكي وتلك التي ستتراجع تحت ضغط التغيرات التقنية والتنظيمية.





