الشيخ محمد رشاد يكتب : « الرفق.. خُلق نبيل يفتح القلوب»

الشيخ محمد رشاد إمام مسجد سيدي أبو الحسن الشاذلي

الرفق خُلق نبيل يعني اللّين في التعامل واليسر في السلوك مع البشر والحيوان وحتى الجماد. يشمل احترام الكبير، والرحمة بالصغير، والشفقة على الضعيف. وقد أكدت السنة النبوية أن الرفق يزيّن كل ما يدخل فيه، بينما غيابه يُشين الأمور ويجعلها قاسية منفرة. فهو أساس التعامل الراقي وأحد مفاتيح القلوب.

مفهوم الرفق

لغةً: الرفق ضد العنف، فهو لِين الجانب ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق. قال رسول الله ﷺ:

«مَن أُعْطِيَ حظَّه من الرفق فقد أُعطِي حظَّه من الخير، ومن حُرِمَ حظَّه من الرفق فقد حرم حظّه من الخير» [سنن الترمذي].

اصطلاحًا: الرفق صفة يحبها الله في كل مجالات الحياة، وتشمل النفع والمساعدة للآخرين، والعمل بلطف ورحمة.
وفي القرآن الكريم جاء ذكر المِرفَق:

{وَيُهَيِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۭرِكُم مِّرۡفَقٗا} [الكهف:116]


الرفق في القرآن والسنة

قال رسول الله ﷺ:

«إنَّ الله يحب الرفق في الأمر كلِّه» [البخاري: كتاب الأدب]

ويجب على كل مسلم، بل على كل إنسان ذي عقل سليم، أن يلتزم بالرفق إزاء من تحت يديه، فيرفق بأهله ووالديه، وبمن تحت يده في العمل، وبالحيوانات، ويكون عطوفًا على الضعفاء والمساكين. في الحديث:

«ثلاثٌ من كُنَّ فيه سَتَر الله عليه، وأدخله جنَّته: رِفقٌ بالضعيف، وشَفَقةٌ على الوالدين، وإحسانٌ إلى المملوك» [الترمذي: كتاب القيامة]


أثر الرفق على الإنسان والمجتمع

  • في الدنيا: يرفع الرفق درجة صاحبه بين الناس، ويجعلهم يذكرونه بالثناء والدعاء.

  • في الآخرة: يُجزى صاحب الرفق بالخير ويدخله الله جنته.

  • من حُرِم هذه الصفة يسلك العنف والشدة، فيُصب عليه اللعنات ويُنظر إليه بنظرة سلبية.

قال رسول الله ﷺ:

«إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه» [مسلم: كتاب البر]
«مَن حُرِم الرفقَ حُرِم الخير» [مسلم: كتاب البر]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى