«الكوميسا »تطلق نظام مدفوعات رقمية جديد لخفض تكاليف التجارة الإفريقية
إطلاق نظامًا جديدًا لتمكين الشركات من تسوية صفقاتها بالعملات المحلية

في خطوة تعزز جهود التكامل الاقتصادي داخل القارة الإفريقية، أعلنت السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، يوم الخميس، عن إطلاق نظام مدفوعات رقمية جديد يهدف إلى خفض تكاليف المعاملات التجارية، وتمكين الشركات من تسوية صفقاتها باستخدام العملات المحلية بدلًا من العملات الأجنبية.
وأوضحت الكتلة، التي تضم 21 دولة إفريقية، أن النظام الجديد يمثل نقلة نوعية في منظومة المدفوعات الإقليمية، إذ يُسهم في تسهيل التجارة عبر الحدود، ويُقلل الاعتماد على الدولار الأمريكي واليورو في التعاملات البينية. وأعلنت الكوميسا أن منصة المدفوعات الرقمية للتجزئة ستبدأ تجاربها بين ملاوي وزامبيا خلال الفترة المقبلة.
وأكد وزير التجارة الكيني لي كينيانجوي أن المبادرة تستهدف دعم الشركات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، التي تمثل نحو 98% من الشركات في الدول الأعضاء وتوفر أكثر من 60% من فرص العمل. وأوضح أن هذه الشركات كانت تواجه أنظمة دفع مكلفة وغير آمنة، مشيرًا إلى أن النظام الجديد سيُبقي تكاليف المعاملات أقل من 3% من قيمة الصفقة.
وأضاف كينيانجوي أن “لأول مرة، يُمكن تسوية التجارة عبر الحدود داخل الكوميسا مباشرة بالعملات المحلية، ما يخلق بيئة تجارية أكثر سلاسة ومرونة”، في حين دعا الرئيس الكيني ويليام روتو، الذي تولى رئاسة الكوميسا مؤخرًا، إلى تعزيز التكامل المالي في القارة وتوسيع استخدام الأنظمة الرقمية في التجارة الإقليمية.
وكشف روتو أن كينيا رفعت مساهماتها في بنوك تمويل التجارة الإقليمية، من بينها بنك التجارة والتنمية (TDB) بمقدار 100 مليون دولار أمريكي، وبنك التصدير والاستيراد الأفريقي (Afreximbank) بمقدار 50 مليون دولار، دعمًا لمشروعات التكامل والتوسع التجاري داخل القارة.
وتزامن الإعلان عن النظام الجديد مع إطلاق شهادة المنشأ الإلكترونية ضمن الكوميسا، والتي استُبدلت بالشهادات الورقية، بهدف تسريع إجراءات التخليص الجمركي وخفض معدلات الاحتيال التجاري. واعتمدت بالفعل كل من إسواتيني وزامبيا وملاوي النظام الجديد اعتبارًا من أغسطس 2025، مع خطط لتطبيقه في دول أخرى قريبًا.
وأظهرت بيانات البنك الدولي أن شحنة التصدير الكينية تستغرق نحو 19 ساعة لإتمام الوثائق و16 ساعة للامتثال الحدودي، بتكلفة تتجاوز 330 دولارًا أمريكيًا، ما يبرز أهمية رقمنة الإجراءات. وتشير تقديرات منظمة التجارة العالمية إلى أن تطبيق مبادرات تيسير التجارة الرقمية يمكن أن يخفض تكاليف التجارة بنسبة 14.3% في المتوسط، مع تحقيق الدول النامية أكبر المكاسب.
وأكدت الكوميسا أن المبادرة تأتي بالشراكة مع عدد من مزوّدي الخدمات المالية الرقمية وشركات تداول العملات الأجنبية، في خطوة تُعزّز مكانة الكوميسا كأحد أبرز التكتلات الاقتصادية الإفريقية الرائدة في رقمنة التجارة وتمكين التحول المالي في القارة.





