أسرار لقاء ترامب وشي: هدنة تجارية لمدة عام لتخفيف الحرب التجارية

اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الصيني شي جين بينج على هدنة تجارية لمدة عام تشمل تخفيف الرسوم الجمركية والضوابط، على الرغم من أن المشاكل الاقتصادية العميقة التي تواجهها الصين لا تزال بعيدة عن الحل.

يبدو أن الاتفاق يُلغي الخطط التي كشف عنها ترامب في 10 أكتوبر، حين أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، إلى جانب ضوابط تصدير جديدة على البرمجيات. لكن بعد أسابيع قليلة، غيّرت المحادثات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين مسار الأمور مجددًا، مُقدّمة لمحة عن اتفاق محتمل قد يُجنّب صراعًا أعمق – على الأقل في الوقت الحالي.

خلال اجتماع في كوريا الجنوبية، أفادت التقارير أن شي جين بينغ حثّ ترامب على خفض الرسوم الجمركية بنسبة 10%. كما ستعلق الولايات المتحدة رسوم الموانئ على السفن الصينية، وتؤجل فرض قيود التصدير التي كانت ستمنع شركات صينية من الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية.

وبحسب ترامب، وافقت الصين على شراء فول الصويا من المزارعين الأمريكيين وتكثيف جهودها لمنع تهريب الفنتانيل. ويمكن لهذا الإطار أيضًا أن يؤخر قيود الصين على تصدير المعادن النادرة لمدة عام ريثما تعيد النظر في سياستها.

صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في 26 أكتوبر/تشرين الأول بأن المفاوضين قد وضعوا إطارًا تجاريًا يمنع زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 100%. وجرت المحادثات على خلفية قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.

ورغم الاجتماع الناجح الذي عقده شي، فإن القضايا الاقتصادية الأعمق التي تواجهها الصين لا تزال بعيدة عن الحل. وأشارت فينا نادجيبولا، نائبة رئيس الأبحاث والاستراتيجية في مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ الكندية، إلى أن التعريفات الجمركية الأميركية تُعتبر السبب الرئيسي وراء تباطؤ الاقتصاد الصيني، لكنها أشارت إلى أن مشاكل البلاد تتجاوز حروب التعريفات الجمركية.

تقول نادجيبولا: “الحقيقة هي أن تباطؤ الاقتصاد في الصين مدفوع بشكل كبير بقضايا هيكلية محلية: انهيار سوق العقارات المطول، ضعف الاستهلاك، ديون الحكومات المحلية، وحذر القطاع الخاص بعد سنوات من التغيير التنظيمي”.

وفي حين أن الرسوم الجمركية الأمريكية أثّرت بلا شك على الصادرات الصينية، فإن الصين تكيفت مع الوضع في بعض النواحي، وفقًا لوي ليانغ، الأستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية: “أكبر شريك تجاري للصين اليوم ليس الولايات المتحدة، بل جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي“.

ووفقا لـ«بوابة المصرف»، رغم اجتماع ترامب وشي الأخير، ازداد التوتر بين البلدين، ومن المرجح أن يستمر، وقد يغير القادة الجدد استراتيجياتهم المستقبلية، ويظل الاتفاق مؤقتًا لكنه يشكل خطوة مهمة لتخفيف الضغوط الاقتصادية العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى