الجدعان: السعودية مستعدة لإلغاء مشاريع مكلفة ضمن رؤية 2030 لتعزيز الإنفاق الفعّال

أكد وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن المملكة مستعدة لتعديل أو إلغاء بعض المشاريع المكلفة ضمن برنامج رؤية 2030، في تصريحات تعتبر من الأقوى حتى الآن بشأن استعداد الحكومة للتراجع عن مشاريع التطوير الكبرى.
وقال الجدعان ،خلال مؤتمر صحفي في الرياض ، “لا نملك أي غرور. إذا أعلنا عن أمرٍ ما، واحتجنا إلى تعديله، أو تسريعه، أو إعطائه أولوية أكبر من غيره، أو تأجيله أو إلغائه، فسنفعل ذلك دون تردد”.
ويأتي هذا التحرك ضمن مراجعة تهدف إلى زيادة كفاءة الإنفاق في ظل تحديات انخفاض أسعار النفط والعجز المستمر في الميزانية. وأوضح الوزير أن “كفاءة الإنفاق لا تعني خفض الإنفاق، بل تقليل الإنفاق على بعض البنود وزيادة التمويل على بنود أخرى”.
وتشمل المشاريع قيد المراجعة مدينة نيوم المستقبلية، التي تواجه عدة أجزاء منها تأخيرات وتحديات في البناء. ويشمل ذلك تروجينا، الموقع المستعد لاستضافة الألعاب الشتوية الآسيوية 2029، وذا لاين، ناطحات السحاب التي يبلغ طولها 160 كيلومترًا، والتي ستخضع لمراجعة استراتيجية للجدوى.
ومن المقرر أن يكشف صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، المسؤول عن قيادة خطة تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، عن استراتيجية استثمارية محدثة في أوائل 2026، والتي من المتوقع أن تشمل تركيزًا أكبر على الشركات المحلية وقطاعات التكنولوجيا والسياحة.
وأشار الجدعان إلى أن وزارة المالية قامت بجمع البيانات من الجهات الحكومية حول استراتيجياتها واحتياجاتها التمويلية، ثم حددت مسار العمل بناءً على مدى ملاءمة المشاريع لأهداف التنويع الاقتصادي. وأضاف: “الصندوق يقوم بعمل مماثل، بإعادة ترتيب الأولويات والتأكد من معايرة خطط المشاريع لضمان تحقيق أهدافها”.
رحب محللون اقتصاديون مثل مونيكا مالك من بنك أبوظبي التجاري ومحمد أبو باشا من بنك الاستثمار إي أف جي هيرميس بهذه التصريحات، معتبرين أنها تعكس استعداد الحكومة لضبط الإنفاق الرأسمالي بما يتوافق مع الواقع الاقتصادي والمالي. وأكدوا أن الشفافية في تعديل الخطط تزيد ثقة الأسواق في بيئة الاستثمار السعودية.
ورحب أيضًا فاروق سوسة من مجموعة جولدمان ساكس بهذه التعليقات، مشيرًا إلى أن المرونة في تعديل الخطط بما يتوافق مع الحقائق الاقتصادية والمالية أمر إيجابي بالنسبة للأسواق والمستثمرين.





