إيلون ماسك يطمح لطرح سبيس إكس العام المقبل بتقييم 800 مليار دولار

يسعى إيلون ماسك لدفع شركة سبيس إكس نحو تقييم قياسي بقيمة 800 مليار دولار تمهيدًا لطرحها في البورصة العام المقبل، مستندًا إلى قدرته على بث الثقة والجاذبية لدى المستثمرين، مع المزيج الفريد من الطموح والفوضى التي ترافقه في كل محادثاته.

وأعلن بريت جونسن، المدير المالي لشركة سبيس إكس، عن عملية بيع ثانوية للأسهم بقيمة تصل إلى 2.56 مليار دولار بسعر 421 دولارًا للسهم الواحد، ما يرتبط بالتقييم المستهدف البالغ 800 مليار دولار. وتعتمد هذه الخطوة على النمو السريع لخدمة ستارلينك، وخطة الوصول المباشر إلى الهواتف المحمولة، والتقدم في برنامج ستار شيب لرحلات القمر والمريخ.

سيبلغ التقييم 62.5 ضعف المبيعات، وهو ما يضع سبيس إكس في فئة نادرة، لا تتجاوز فيها شركات مثل بالانتير سوى 70 ضعفًا. ويطمح ماسك إلى إنشاء مراكز بيانات ذكاء اصطناعي مدارية، ورحلات فضائية لنقل البشر إلى المريخ، بالإضافة إلى مصانع على القمر، بهدف الاستحواذ على جزء كبير من اقتصاد الفضاء المستقبلي القائم على الذكاء الاصطناعي والعمل الآلي وشبكات النقل خارج الأرض.

ويُظهر الطرح الأولي استراتيجية مشابهة لتجربة تسلا، حيث جذب ماسك المستثمرين الأفراد قبل المؤسسات، ما يمنح سبيس إكس نمطًا مشابهًا في جذب الثقة والنمو السريع.

وقدر محللون من مورغان ستانلي أن عدد مشتركي ستارلينك قد يتجاوز مليار مشترك بحلول عام 2040، ما يغطي نحو ثلاثة أرباع المبيعات المتوقعة للشركة البالغة 122 مليار دولار. وتعمل خدمة ستارلينك بالفعل على توليد معظم إيرادات الشركة، مع خطط قريبة للدخول في خدمات الهاتف المحمول بالتعاون مع تي موبايل.

وأكد محللون أن هذه الخطط ستضاعف قدرة ستارلينك على الوصول المباشر إلى الهواتف المحمولة، مستفيدين من اتفاقيات الطيف الترددي مع شركة إيكوستار، إلا أن بعض الخبراء يشككون في كفاية الطيف لدعم شبكة جوال ثورية.

ويتوقع البعض، مثل علي جواهري من PitchBook، أن خدمة ستارلينك قادرة “نظريًا على بث الإنترنت لكل هاتف محمول على كوكب الأرض”، مما يخلق سوقًا هائلاً للنمو. في المقابل، يُثير سيطرة سبيس إكس على قطاع إطلاق الأقمار الصناعية بعض المخاوف حول المنافسة، حيث تعتمد شركات مثل AST SpaceMobile على صواريخ فالكون 9 التابعة لسبيس إكس.

وحذر المحلل جورج فيرغسون من أن تأجيل الاكتتاب قد يقلل من شعور المستثمرين بتفرد الشركة، بينما يرى آخرون أن انخفاض حساسية سبيس إكس للتقييم يمنحها مجالاً للعمل كشركة عامة، رغم التحديات التقنية لبناء مراكز بيانات مدارية ومصانع فضائية.

مع توقعات مبيعات سنوية تبلغ 15 مليار دولار، يعادل التقييم المستهدف 800 مليار دولار نحو 80 ضعف الإيرادات، ما يضع سبيس إكس في مراتب متقدمة بين شركات الدفاع الأمريكية ويضعها خلف 12 شركة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وفق مورغان ستانلي.

ويطلق بعض المستثمرين على هذا التقدير اسم “علاوة إيلون”، مستندين إلى سجل ماسك في بناء الشركات وتحقيق العوائد عبر جاذبيته وثقته العالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى