محيي الكردوسي يكتب: «جرمين عامر تكسر المستحيل وتبني بيت المؤثرين»

في رحلة مهنية استثنائية، أثبتت جرمين عامر، رئيس الاتصال المؤسسي ببنك المصرف المتحد، أن الشغف الحقيقي لا يعرف حدودًا، وأن الإرادة والمثابرة قادران على تحويل كل تجربة إلى خطوة نحو النجاح. قصتها لم تكن خطًا مستقيمًا، بل سلسلة من المحطات الاستكشافية، كل محطة منها ساعدتها على الاقتراب من حلمها في العلاقات العامة والتسويق وبناء تأثير ملموس في مجتمعها المهني.

نشأت عامر في بيت إعلامي، فوالدها هو حسن عامر، شيخ الصحفيين الاقتصاديين في مصر، الذي لعب دورًا محوريًا في توجيهها لدراسة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، باعتبارها الأساس الأكاديمي الأمثل لفهم الإعلام بعمق. ومع ذلك، كانت التجربة العملية تقول لها شيئًا آخر.

بدأت رحلتها العملية في وكالة “جلف نيوز” بالخارج، حيث أدركت أن الصحافة ليست مجالها؛ فالضغط المستمر لمتابعة الأخبار كان نمط حياة لم تستطع التكيف معه. وعند عودتها إلى مصر، خاضت تجربة جديدة كمذيعة برامج أطفال في شبكة ART تحت إشراف الإعلامية القديرة منى جبر، لكنها شعرت أن هذا المسار لم يحقق شغفها بعد.

التحول الحقيقي جاء عند اكتشافها عالم العلاقات العامة والتسويق، ليبدأ فصل جديد من حياتها المهنية، حيث تنقلت بين مؤسسات كبرى مثل البنك التجاري الدولي (CIB) وأوراسكوم، وصولًا إلى المصرف المتحد. هناك، تزامنت مسيرتها مع فترة دقيقة من الإصلاح المصرفي ودمج ثلاثة بنوك، ما منحها خبرة لا تقدر بثمن في القطاع المصرفي وأثبت قدراتها القيادية في مواجهة التحديات.

ولم يتوقف طموحها عند حدود العمل المصرفي، بل عادت لهوايتها القديمة في الكتابة، فحصلت على ماجستير في الإعلام، وركزت رسالتها على دراسة المؤثرين (Influencers)، لتصدر بالفعل ثلاثة كتب متخصصة، وتستعد حاليًا لإصدار الكتابين الرابع والخامس. هكذا جمعت بين الخبرة المصرفية، الرؤية الأكاديمية، وحب الكتابة، لتصبح نموذجًا للإصرار والتفاني.

ويضيف حضور والدها حسن عامر لهذه القصة بعدًا مميزًا، إذ كان مصدر إلهام مستمر، داعمًا ومسخرًا خبرته الصحفية والاقتصادية لتوجيه ابنته، ومؤكدًا أن المزيج بين المعرفة الأكاديمية، الخبرة العملية، والشغف الشخصي، هو ما يصنع الفارق الحقيقي في مسيرة أي محترف.

قصة جرمين عامر تذكّرنا أن النجاح لا يُقاس بالمسار المستقيم فقط، بل بالشغف الذي نحمله في قلوبنا، والقدرة على تحويل كل تجربة، مهما كانت صعبة، إلى خطوة نحو تحقيق الأحلام، مع دعم العائلة والخبرة التي ترشدنا في الطريق الصحيح.