انقسام الفيدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي حول العملات المستقرة بين دعم الدولار وتحذيرات اليورو

شهد مؤتمر Sibos المصرفي في فرانكفورت نقاشًا ساخنًا بين محافظي البنوك المركزية حول مستقبل العملات المستقرة (Stablecoins)، حيث أبدى كريستوفر واري، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، دعمه لهذه الأصول الرقمية، بينما حذر يوآخيم ناغل، رئيس البنك المركزي الألماني، من مخاطرها على الاستقرار النقدي الأوروبي.

وقال واري إن العملات المستقرة يمكن أن تقلل تكاليف المعاملات وتعزز المدفوعات الدولية، خصوصًا في الدول الناشئة، معتبرًا أن الابتكار الذي يقوده القطاع الخاص يسرع من تطوير النظام المالي الرقمي أكثر من الحلول الحكومية.

في المقابل، شدد ناغل على أن التوسع في هذه العملات قد يقوّض قدرة البنك المركزي الأوروبي على التحكم في السياسة النقدية، ويعرض منطقة اليورو لمخاطر التدفقات الرأسمالية المفاجئة.

وتتزامن هذه التصريحات مع خطط 9 بنوك أوروبية كبرى لإطلاق عملة مستقرة باليورو بحلول 2026، إلى جانب مشروع اليورو الرقمي الذي يعمل عليه المركزي الأوروبي لمواجهة النفوذ المتزايد للدولار الرقمي.

وكان بنك التسويات الدولية (BIS) قد حذر مؤخرًا من أن الاعتماد على العملات المستقرة قد يهدد السيادة النقدية للدول، داعيًا إلى تعزيز البنية التحتية الرسمية للمدفوعات الرقمية.

هذا الانقسام يعكس صراعًا عالميًا بين الولايات المتحدة الساعية لترسيخ هيمنة الدولار عبر العملات المستقرة، وأوروبا التي تركز على حماية اليورو واستقلالها المالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى