الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن أصول الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا
خطوة حاسمة لحماية البنوك الأوروبية وللتوازن بين السياسة والاقتصاد

استعد الاتحاد الأوروبي لإجراء غير مسبوق برفع العقوبات عن أصول الملياردير الروسي أوليغ ديريباسكا، لتعويض بنك رايفايزن الدولي النمساوي عن الأضرار المالية الناتجة عن التوترات الاقتصادية والسياسية مع روسيا.
وتوضح هذه الخطوة حرص أوروبا على إيجاد توازن دقيق بين تطبيق العقوبات الدولية وحماية البنوك الأوروبية من الخسائر الكبرى.
استعادة السيولة المجمّدة
وفقًا لصحيفة فاينانشال تايمز، سيستعيد البنك جزءًا من السيولة المجمّدة والأصول المتأثرة بالعقوبات، وهو ما سيخفف الضغوط المالية على المؤسسات المصرفية الأوروبية. ويعد رفع العقوبات خطوة نادرة تُظهر قدرة الاتحاد الأوروبي على المرونة في تطبيق السياسة الاقتصادية الدولية.
تعقيدات الموافقات التنظيمية والأمن القومي
كانت الصفقة معلقة منذ حوالي خمسة أشهر بسبب الموافقات التنظيمية واعتبارات الأمن القومي. وقد أصر وزير التجارة الأوروبي على استكمال الاستثمارات الأوروبية في البنوك قبل السماح بشحن الأصول المرتبطة بديريباسكا، ما أدى إلى تأجيل تنفيذ الصفقة.
انعكاسات القرار على البنوك والأسواق
رفع العقوبات سيمكن البنك من تحسين السيولة التشغيلية واستعادة أصوله المالية المجمّدة، كما قد يشجع البنوك الأوروبية الأخرى على إعادة تقييم المخاطر المتعلقة بالأصول الروسية، وتقليل الخسائر المحتملة.
ويشير خبراء مصرفيون إلى أن القرار يمثل توازنًا دقيقًا بين السياسة والاقتصاد، إذ يوفر حماية للبنوك الأوروبية مع استمرار الضغط على الأفراد الروس المعنيين.
تأثير القرار على الاستثمارات الأوروبية
من المتوقع أن يعزز القرار ثقة المستثمرين ويشجع البنوك الأوروبية على زيادة تعاملها مع المؤسسات الروسية المستقرة ضمن حدود القانون الدولي. وقد يكون هذا القرار نموذجًا لكيفية تطبيق العقوبات الدولية بشكل مرن ومستدام دون الإضرار بالمصالح المالية للاتحاد الأوروبي.
أوليغ ديريباسكا: من العقوبات إلى إعادة الهيكلة
تُقدّر ثروة أوليغ ديريباسكا بحوالي 4.4 مليار دولار أمريكي وفق آخر تحديثات مجلة فوربس في أكتوبر 2025.
ويعد ديريباسكا من أبرز رجال الأعمال الروس، حيث أسس مجموعة بيزيك إليمنت الصناعية، التي تضم استثمارات متنوعة في الطاقة، المعادن، الطيران، البناء، والتأمين.
كما كان رئيسًا لـمجموعة إن + غروب للطاقة وشركة يونايتد كومباني روسال للألمنيوم، ثاني أكبر شركة عالمية في هذا القطاع، حتى استقالته عام 2018.
تعرض ديريباسكا لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب علاقاته الوثيقة بالحكومة الروسية، مما أدى إلى تجميد العديد من أصوله. ومع ذلك، حافظ على جزء كبير من ثروته واستمر في تنويع استثماراته وإعادة هيكلة مصادر دخله، فيما يُتوقع أن يساهم رفع العقوبات في تعزيز استثماراته المستقبلية.
ماذا يعني هذا القرار للمستثمرين؟
يُعد رفع العقوبات عن أصول ديريباسكا فرصة للقطاع المصرفي الأوروبي للتخفيف من المخاطر، وهو مؤشر على قدرة الاتحاد الأوروبي على المرونة الاقتصادية. كما قد يفتح الباب لمزيد من التسويات المالية بين روسيا والدول الغربية، ويساعد المستثمرين الأوروبيين على استعادة الثقة في السوق المالية.





