جوجل تعيد هيكلة إعلاناتها بعد غرامة 3 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي

قدمت شركة جوجل خطة امتثال شاملة لإجراء إصلاحات واسعة على تكنولوجيا الإعلانات في أوروبا، وذلك عقب الغرامة الضخمة التي فرضها الاتحاد الأوروبي والبالغة 3 مليارات يورو بسبب ما اعتبرته الجهات التنظيمية ممارسات “تفضيل ذاتي” غير عادلة في منظومة الإعلانات الرقمية. وتمس العقوبة ثلاثة قطاعات رئيسية في سلسلة توريد الإعلانات التي تهيمن عليها الشركة منذ سنوات.

وستسمح جوجل للناشرين بتحديد أسعار الإعلانات عبر منصتها، وهو تحول كبير عن نظام التسعير الموحد الذي كان يمنح الشركة الأفضلية داخل السوق. كما تتعهد الشركة بتعزيز قابلية التشغيل البيني بين خدماتها المختلفة، بما يتيح للمعلنين الوصول إلى مواقع ويب متعددة دون الاعتماد الكامل على أدوات جوجل.

وسيتمكن الناشرون من دمج أدوات متنوعة تناسب محتواهم وجمهورهم بدلًا من قوالب التكوين المحدودة التي فرضتها الشركة سابقًا. وتأتي هذه التغييرات في وقت تتوقع فيه الأسواق أن يصل حجم الإعلانات الرقمية عالميًا إلى 757.5 مليار دولار بحلول عام 2025، بينما يُرجّح أن تحقق جوجل وحدها إيرادات تبلغ 205 مليارات دولار، منها 171.7 مليار دولار من إعلانات البحث و33.3 مليار دولار من إعلانات العرض.

وتؤكد Alphabet Inc، الشركة الأم لجوجل، أن الإصلاحات تتوافق مع قواعد الاتحاد الأوروبي دون التأثير على فاعلية منصات الإعلانات. وتقول الشركة إن التغييرات ستُطرح تدريجيًا لتجنب تعطيل الحملات الإعلانية الحالية، ومنح الناشرين والمعلنين فرصة لاختبار الأدوات الجديدة.

ورغم ذلك، يصر الاتحاد الأوروبي على أن الشركة لم تكن “تلعب بشكل عادل”، متهمًا إياها باستخدام نفوذها لتفضيل خدماتها الإعلانية وتبادل البيانات على حساب المنافسين الأصغر. وأشارت تيريزا ريبيرا، رئيسة مكافحة الاحتكار في الاتحاد، إلى أن جوجل قد تضطر في نهاية المطاف إلى بيع أو فصل جزء من أعمالها الإعلانية لضمان امتثال كامل للقوانين.

وتعارض جوجل قرار الغرامة وتخطط للاستئناف، معتبرة العقوبة قاسية للغاية. ومع ذلك، تواصل تطبيق التعديلات المطلوبة لإثبات التزامها بالمعايير الأوروبية، في وقت قد يستغرق فيه الاستئناف أشهراً أو سنوات.

ووفقا لـبوابة «المصرف»، فإن الاستراتيجية التدريجية التي تتبعها جوجل ستسمح لها بمواصلة الهيمنة على سوق الإعلانات الرقمية مع إظهار الامتثال التنظيمي. ويرى محللون أن القرار سيجعل المنافسة أكثر عدالة، لكنه لن يحد من قوة جوجل ما لم تُجبر الشركة على تفكيك عملياتها الإعلانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى