أيمن سليمان يكتب:« التضخم تحت المجهر»

يعتبر التضخم من الموضوعات الاقتصادية الهامة التي تشغل بال جميع المصريين بمختلف طبقاتهم وتوجهاتهم وتشكل مادة خصبة في الاحاديث اليومية بينهم حيث انه يمس الحياة اليومية لكل الناس حيث ان التضخم مرتبط بأسعار السلع والخدمات في السوق لذا سأقوم بعرض بعض المعلومات والمفاهيم التى تخص التضخم بغرض الإفادة العامة
– التضخم بشكل عام هو ارتفاع في المستوى العام لأسعار السلع والخدمات
دور البنك المركزي فيما يتعلق بالتضخم
– يعتبر تحقيق استقرار الأسعار أحد الأهداف الأساسية للبنك المركزي المصري .
– لتحقيق ذلك الهدف يقوم البنك المركزي المصري بانتهاج نظام مرن لاستهداف التضخم حيث تعمل توقعات التضخم كهدف وسيط.
– لذا نجد ان لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري دائما تستند الى مستوى معدلات التضخم عند مراجعة أسعار الفائدة خلال اجتماعاتها خلال السنة .
كيف يتم قياس التضخم
– يُقاس التضخم على أنه معدل الارتفاع ( النمو ) العام في الرقم القياسي لأسعار المستهلكين (CPI) الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والذي يجمع أسعار السلع والخدمات ويعالجها من خلال تخصيص أوزان لكل سلعة وخدمة ويعتبر الرقم القياسي لأسعار المستهلكين هو المؤشر الأكثر شيوعًا واستخدامًا لقياس التضخم
ما هو الرقم القياسي لأسعار المستهلكين ؟
– يعرف الرقم القياسي لأسعار المستهلكين بأنه مقياس إحصائي للتغيرات في أسعار سلة (مجموعة) ثابتة من السلع والخدمات ويعرف هذا الرقم بالرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين .
– وتعرف سلة السلع والخدمات: المجموعة الحقيقية للسلع والخدمات التي يقوم المستهلك الأسري بالإنفاق عليها لأغراض معيشية.
ما هو الفرق بين التضخم والانكماش ؟
– زيادة التضخم تعني ارتفاع مستمر في الرقم القياسي لأسعار المستهلكين بمعدل أعلى مقارنة بالفترة المرجعية سواء شهريا أو سنويا .
– انخفاض التضخم يعني ارتفاع الرقم القياسي لأسعار المستهلكين بمعدل أقل مقارنة بالفترة المرجعية سواء شهريا أو سنويا
– انخفاض الرقم القياسي لأسعار المستهلكين مقارنة بالفترة المرجعية يعد انكماشًا وهو عكس التضخم.
ما هو معدل التضخم الأساسي
– يقوم البنك المركزي المصري باحتساب وإصدار معدل التضخمَ الأساسي والمشتق من الرقم القياسي لأسعار المستهلكين ولكنه يقوم باستبعاد تأثير صدمات الأسعار المؤقتة على التضخم وذلك لتتبع حركة الأسعار على المدى الطويل من خلال سلسلة تتسم بكونها أقل حساسية لتقلبات الرقم القياسي لأسعار المستهلكين ولا ترصد سوى أنماط الأسعار المستمرة وذلك لضمان عدم تأثر المعدل بالصدمات المؤقتة.
– يقوم البنك المركزي المصري باستخدام منهجية الاستبعاد في حساب التضخم الأساسي حيث يتم استبعاد الخضروات والفاكهة الطازجة والسلع ( الوزن النسبي 5.5% ) والسلع والخدمات المحدد أسعارها إداريًا ( الوزن النسبي 21.4% ) من سلة الاستهلاك الخاصة بالرقم القياسي لأسعار المستهلكين .
– معدل التضخم العام ( الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين ) 100% – ( السلع المحدد أسعارها إداريا + أسعار الخضراوات والفاكهة ) 26.9% = معدل التضخم الأساسي ( الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين ) 73.1%
كيف يتم تكوين الرقم القياسي لأسعار المستهلكين
– يقوم الجهازُ المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بإعداد الرقم القياسي لأسعار المستهلكين من خلال اختيار عدد محدد من السلع والخدمات وتجميعها في 12 فئة رئيسية ويتم منح كل سلعة وزنًا مستخرجًا من مسح الدخل والإنفاق والاستهلاك للأسرة ويمثل كل وزن : متوسط حصة السلعة أو الخدمة المعنية في سلة استهلاك الأسر المصرية. ويقوم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كل شهر وبشكل دوري بجمع أسعار السلع والخدمات ومعالجتها مستخدمًا الأوزان التي تم تحديدها مسبقًا.
ما هي ارقام التضخم في ابريل 2025 ؟
تظهر في بيان التضخم عن شهر أبريل 2025 ( موقع البنك المركزي المصري ) المنشور في 11-5-2025 وكما يلى
طبقا لما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. ( يتم التعامل بالرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين )
– سجل معدل التغير الشهري في الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين للحضر1.3% في أبريل 2025 مقابل 1.1% في نفس الشهر من العام الماضي (أبريل 2024) ومقابل 1.6% في الشهر السابق من العام الحالي مارس 2025
– سجل معدل التغير السنوي في الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين للحضر 13.9% في أبريل 2025 مقابل 13.6% في مارس 2025
طبقا لما أعلنه البنك المركزي المصري ( يتم التعامل بالرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين )
– أما معدل التغير الشهري في الرقم القياسي الأساسي لأسعار المستهلكين فقد سجل 1.2% في أبريل 2025 مقابل 0.3% في أبريل 2024 و0.9% في مارس 2025.
– وعلى أساس سنوي سجل معدل التضخم الأساسي 10.4% في أبريل 2025 مقابل 9.4% في مارس 2025.
ما هو تأثير ارتفاع التضخم على القوة الشرائية للأفراد ؟
– لا يرتفع دخل الفرد الاسمى الذي يحصل عليه بالعملة الحالية بنفس قدر ارتفاع الأسعار، فإنهم يكونون في وضع أسوأ لأنهم يستطيعون شراء سلع أقل بعبارة أخرى تنخفض قدرتهم الشرائية أو دخلهم الحقيقي والمعدل حسب التضخم.
– الدخل الحقيقي هو مؤشر على مستوى المعيشة فعندما يرتفع الدخل الحقيقي يرتفع مستوى المعيشة والعكس صحيح.
هل الانكماش أفضل من التضخم ؟
– على الرغم من أن التضخم المرتفع يضر بالاقتصاد الا أن الانكماش أو انخفاض الأسعار غير مرغوب فيه أيضًا. فعندما تنخفض الأسعار يؤجل المستهلكون عمليات الشراء قدر الإمكان متوقعين انخفاضها مستقبلًا وهذا يعني بالنسبة للاقتصاد انخفاض النشاط الاقتصادي وانخفاض دخل المنتجين وانخفاض النمو الاقتصادي .
– وفى هذا السياق اعتقد أن التضخم المنخفض والمستقر والأهم من ذلك القابل للتنبؤ، مفيد للاقتصاد. فإذا كان التضخم منخفضًا وقابلًا للتنبؤ يسهل رصده في عقود تعديل الأسعار وأسعار الفائدة مما يقلل من تأثيره التشوهي .
وللحديث بقية ……..





