زيارة محمد بن سلمان لواشنطن: شراكة اقتصادية واستراتيجية… والتطبيع مع إسرائيل ما زال مؤجلاً

مع تصاعد التوقعات حول الاجتماع التاريخي بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، أكد السفير الأمريكي السابق لدى المملكة، مايكل راتني، أن فرص التعاون وتوسيع الشراكة السعودية الأمريكية في مجالات متعددة تتزايد.

وفي تصريحاته خلال برنامج “بصراحة” على قناة عرب نيوز، قال راتني: “طبيعة العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة أصبحت متنوعة بقدر تنوع الاقتصاد السعودي“. وأوضح أن العلاقة لم تعد تقتصر على نفط مقابل دفاع، بل أصبحت شراكة شاملة تشمل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، وقطاع الفنون والثقافة.

وأشار إلى أن التحول الكبير بدأ مع إطلاق رؤية 2030 في 25 أبريل2016، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى اقتصاد أكثر توازنًا وتنافسية ومرونة. وأضاف: “السعودية أصبحت من أكبر المستثمرين في الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وحتى الطاقة النووية، مما يتيح فرصًا للتعاون مع الولايات المتحدة”.

كما لفت راتني إلى أن قطاع الفنون والثقافة، رغم صغره سابقًا، أصبح يمثل مجال نمو رئيسي، مع تنظيم مهرجانات موسيقية وكوميدية بمشاركة نجوم عالميين مثل كيفن هارت وجيمي كار، مؤكداً أن السعوديين يركزون على الاستمتاع بالفعاليات وليس على العلاقات العامة الدولية.

على الصعيد السياسي، حدد راتني ثلاثة مجالات رئيسية للتركيز خلال زيارة ولي العهد: اتفاقية دفاعية لتعزيز التعاون العسكري، تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والطاقة النووية والمدن الذكية. لكنه شدد على أن مسألة التطبيع مع إسرائيل ما زالت مؤجلة، طالما الحرب مستمرة في غزة وعدم وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية.

وأشار راتني إلى التطورات الإقليمية الأخيرة، بما في ذلك الضربات الإسرائيلية والإيرانية على قطر، وحاجة الشركاء الخليجيين إلى القدرة على التنبؤ بالأمن مع ضمانات أمريكية طويلة الأمد لتعزيز الشراكة الدفاعية.

وفيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، أكد راتني أن الدعم الدولي سيكون أساسياً، مع مشاركة دول الخليج دون تحميلها كامل التكاليف، مع ضرورة وجود قوة حفظ سلام دولية لضمان استمرار المساعدات في بيئة آمنة.

أما بخصوص سوريا ولبنان، فشدد على أهمية دعم المؤسسات المركزية وتعزيز مؤسسات لبنان الوطنية، بما في ذلك الجيش ورئاسة الجمهورية، والتعامل بفاعلية مع حزب الله لضمان الأمن والاستقرار.

ووفقًا «بوابة المصرف»، تمثل زيارة ولي العهد السعودي لواشنطن فرصة لتعميق الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، مع التركيز على الطاقة، التكنولوجيا، والابتكار، بينما تبقى مسألة التطبيع مع إسرائيل مؤجلة حتى تحقيق استقرار المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى