تراجع الدولار اليوم الخميس إلى أدنى مستوى منذ 21 أكتوبر عند 98.537، بعدما قدّم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي توقعات أقل تشدداً من المتوقع، ما دفع المستثمرين إلى تعزيز رهاناتهم على خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، مقارنة بتوقعات الفيدرالي التي تشير إلى خفض واحد فقط بمقدار 25 نقطة أساس.

وقام الفيدرالي بالفعل بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية الذي استمر يومين، بينما جاءت تصريحات جيروم باول أقل حدة مما توقعته الأسواق، ما أعطى المتعاملين ثقة لبيع العملة الأمريكية على المكشوف. ودفع ذلك اليورو للصعود فوق 1.17 دولار، مقتربًا من أعلى مستوى في شهرين عند 1.1707 دولار، كما ارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.3391 دولار.

وصعد الين الياباني بنسبة 0.25% إلى 155.64 ينًا للدولار، رغم الضغوط الأخيرة الناتجة عن اتساع فجوة أسعار الفائدة بين اليابان وبقية الاقتصادات العالمية.

وقال نيك ريس من مونكس أوروبا إن التوجه الأبرز في بيان الفيدرالي كان “الميل نحو التيسير النقدي”، سواء في التصريحات المصاحبة للقرار أو خلال المؤتمر الصحفي لباول، وهو ما شكّل تحولًا واضحًا عن نبرة اجتماع أكتوبر الأكثر تشددًا.

وعززت الأسواق رهاناتها على خفضين للفائدة خلال 2025 بعد إعلان البنك المركزي بدء شراء سندات حكومية قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار اعتبارًا من 12 ديسمبر لإدارة مستويات السيولة، وهو ما ضغط على عوائد السندات الأمريكية. وانخفض عائد السندات لأجل عامين إلى 3.5340%، فيما تراجع عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.1332%.

وشهدت الأسواق الأوسع نطاقًا تراجعًا في شهية المخاطرة بعد نتائج مخيبة للآمال من شركة “أوراكل” أعادت المخاوف بشأن ربحية الذكاء الاصطناعي، ما انعكس على الدولار الأسترالي الذي هبط 0.5% إلى 0.6643 دولار، وعلى الدولار النيوزيلندي الذي تراجع 0.3% إلى 0.5799 دولار.

وانخفضت العملات المشفرة بدورها، حيث تراجع البيتكوين بنسبة 3% إلى ما دون 90,000 دولار، وهبط الإيثيريوم بنحو 5% إلى 3,176.86 دولار، وسط جني أرباح من المتداولين محدودي السيولة وحالة عدم اليقين الكلية.

وقالت غرايسي لين من OKX إن “السوق لا يزال يتخلص من الرافعة المالية الزائدة منذ أكتوبر، وردود الفعل على البيانات الاقتصادية تأتي أبطأ من المعتاد”.