اختلاف داخل الاحتياطي الفيدرالي حول خفض الفائدة وسط توقعات التضخم الأمريكي
أثار محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ستيفن ميران جدلًا حول سياسة الفائدة بعد مطالبته بتطبيق خفض سريع للفائدة، مخالفًا آراء مسؤولين آخرين فضلوا نهجًا حذرًا، من بينهم رئيس بنك دالاس الفيدرالي لوري لوجان ورئيس بنك شيكاغو الفيدرالي أوستان جولسبي، الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن الظروف الاقتصادية ومستويات التضخم الحالية.
وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إلى أن خفض الفائدة الكبير لا يحظى بدعم واسع، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على سياسة نقدية متوازنة، وأن اتخاذ خطوات كبيرة في الوقت الحالي غير ضروري.
في السياق ذاته، أعرب الرئيس التنفيذي لبنك JPMorgan جيمي دايمون عن شكوكه في حدوث خفضات مستقبلية إلا إذا انخفض التضخم، بينما حذر ألبرتو موساليم، رئيس بنك سانت لويس، من أن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من حدود قدرة خفض الفائدة.
وأكد ميران أن السياسة النقدية للفيدرالي غير متوازنة، وأن التعديلات المعقولة يجب أن تُطبق بسرعة. وأضاف أن استمرار الفائدة الحالية يومًا إضافيًا يمثل أزمة، أما الاحتفاظ بها لسنة إضافية فقد يؤدي إلى مشاكل أكبر.
وأشار ميران إلى أن ترك السياسة النقدية مقيدة بالحد الحالي للفائدة قد يُضر بتحقيق أهداف الاحتياطي الفيدرالي، مؤكدًا أن تغييرات السياسات الأمريكية مثل الضرائب والتجارة والهجرة أدت إلى رفع المدخرات أو زيادة الإنتاجية، ما يجعل السياسة النقدية الحالية أكثر تشددًا مما ينبغي.
من جهة أخرى، توقعت ميشيل بومان، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، أن يقوم البنك بثلاث خفضات للفائدة قبل نهاية العام 2025، لمواجهة مخاطر سوق العمل ودعم استقرار الاقتصاد مع اقتراب التضخم من هدف 2%.
مع ذلك، يظل ميران متمسكًا بوجهة نظره في خفض الفائدة بمعدل 0.50% في الاجتماع القادم، بينما فضل معظم المسؤولين خفضًا معتدلًا ليصل نطاق الفائدة إلى 4% – 4.25%. وتسعى السياسة النقدية الأمريكية إلى تحقيق التوازن بين خفض التضخم المرتفع ودعم سوق العمل المتراجع.
تتوقع السلطات الفيدرالية أن يبلغ مستوى الفائدة المستهدف بين 3.5% – 3.75% بنهاية 2025، مع احتمال النزول إلى 3.25% – 3.5% في 2026، في حين أعرب رئيس بنك شيكاغو جولسبي عن حذر من الإسراع في خفض الفائدة على أمل أن ينخفض التضخم تلقائيًا، بينما تصر رئيسة بنك دالاس لوجان على ضرورة الحذر نظرًا لاستمرار التضخم المرتفع.
