بنوتة مصرية تكتب :« 1500 عام من حقوق المرأة »
منذ ١٥٠٠ عام تغيّر حال المرأة ١٨٠ درجة، فأصبحت إنسانة لها وجود وتأثير في التاريخ والحاضر والمستقبل. فنجد أن أوّل من آمن برسول اللـّٰه ﷺ السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأوّل من استشهدت هي السيدة سمية رضي الله عنها. كما أن أسماء بنت أبي بكر الصديق، ذات النطاقين، شاركت في الهجرة العظيمة، وكانت تمدّ الرسول وصحبه بالمؤن والغذاء.
أيضًا شهدت النساء بيعة العقبة الثانية، مثل نسيبة بنت كعب رضي الله عنها، التي بايعت الرسول على نصرة الإسلام.
كما نزلت آية خاصة ببيعة النساء في سورة الممتحنة، لتؤكد استقلال شخصيتها السياسية.
رفيدة الأسلمية نصبت خيمة لعلاج الجرحى، وتُعَدّ أول ممرضة في الإسلام.
أم عطية الأنصارية رضي الله عنها شاركت في سبع غزوات، تسقي العطشى وتداوي الجرحى.
كما ضربت نسيبة بنت كعب (أم عمارة) أروع الأمثلة في غزوة أحد حين وقفت تدافع عن النبي ﷺ حتى جُرحت جروحًا كثيرة.
وبعض النساء حملن السلاح عند الضرورة دفاعًا عن الإسلام.
أما السيدة عائشة رضي الله عنها فلعبت دورًا بارزًا في نشر السنة وتعليم الصحابة والتابعين، وروت أكثر من ألفي حديث.
وكانت النساء يحضرن مجالس العلم في المسجد النبوي، وطلبن من النبي ﷺ يومًا أن يخصص لهن مجلسًا مستقلًا للتعلم.
لقد أتى محمدٌ رسولُ اللهِ، رسولُ الإسلام، رسولُ الإنسانية، بالرسالة التي أعطت المرأة حق التملك والإرث بعد أن كانت في الجاهلية محرومة من هذه الحقوق. وجعل لها الحق في الصداق والنفقة، ولها ذمّة مالية مستقلة عن رجالها.
يقول بعض المستشرقين وبعض الجهلاء بالشريعة الإسلامية الغرّاء إن الإسلام ظلم المرأة. ونحن نقول لهم إن الإسلام لم يحرّم على المرأة شيئًا لانتقاصها، بل كل ما حُرِّم عليها حُرِّم على الرجل أيضًا في الأصل، أو وُضِع لها ضوابط خاصة مراعاة لفطرتها وحمايتها من الأذى. فالتحريم هنا حماية وتشريف، لا تضييق.
لقد كرَّم الإسلام المرأة تكريمًا عظيمًا، وأعطاها حقوقًا لم تكن معروفة قبل ظهوره.
خاتمة
نوضح أن المرأة منذ صدر الإسلام لم تكن على هامش المجتمع المسلم، بل شاركت في صناعة التاريخ الإسلامي منذ بداياته: إيمانًا، وتربيةً، وعلمًا، واقتصادًا، وسياسةً، وجهادًا. لقد أعاد الإسلام للمرأة اعتبارها، ورسّخ مشاركتها الفاعلة، لتكون شريكًا في نهضة الأمة وبناء حضارتها.
